كتب محمد علي حريصي ونغم محنة في تقرير لذا ناشيونال أنّ مسؤولاً إقليميًا بارزًا أكد يوم الاثنين إمكانية صدور إعلان إيجابي قريب بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أنّ العمل لا يزال قائمًا من أجل إنضاج التفاصيل النهائية، من دون الإفصاح عن مضمونها. وأوضح المسؤول أنّ زيارة رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى مصر جاءت بهدف دفع المفاوضات إلى الأمام.
وذكرت ذا ناشيونال أنّ بيانًا مصريًا أشار إلى أنّ الشيخ محمد ورئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي ناقشا جهود الوساطة لإنهاء الحرب في غزة، وتخفيف معاناة الفلسطينيين، وضمان حماية المدنيين، إضافة إلى إتمام صفقات تبادل الأسرى والمحتجزين. وبالتزامن، واصل وفد من حركة حماس مشاوراته في القاهرة منذ الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أنّ الوسطاء المصريين والقطريين أعادوا إحياء مقترح لوقف إطلاق النار لمدة ستين يومًا يتضمن الإفراج عن عشرة رهائن، في محاولة أخيرة لتفادي هجوم بري إسرائيلي على مدينة غزة.
ويشمل المقترح ضمانة مكتوبة من الولايات المتحدة ببدء مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول انسحاب القوات من غزة والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، على أن تستمر المحادثات حتى الوصول إلى اتفاق نهائي. وأكدت المصادر أنّ الخطة عُرضت على كل من إسرائيل والولايات المتحدة، وأنّ الهدف من إحياء صيغة جزئية بدلًا من اتفاق شامل يكمن في وقف الهجوم الإسرائيلي المرتقب.
كما ينص المقترح على تسليم جثامين خمسة عشر أسيرًا توفوا في الأسر مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية وتراجع القوات الإسرائيلية عن المناطق المأهولة.
وبحسب الصحيفة، أبدت مصر استعدادها للانضمام إلى قوة دولية محتملة لنشرها في غزة، شرط أن تأتي بقرار من مجلس الأمن الدولي وأن تُرفق بأفق سياسي يتيح معالجة جذرية للصراع. وأوضح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى عند معبر رفح أنّ القاهرة مستعدة للمساهمة ضمن معايير واضحة.
وجاءت هذه التطورات بينما كثّفت إسرائيل استعداداتها لشن هجوم على مدينة غزة حيث لجأ أكثر من مليون نازح. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يهيئ عملية لإجلاء الفلسطينيين قبل اجتياح المدينة، في وقت أعلنت هيئة "كوغات" المسؤولة عن تنسيق المساعدات الإنسانية استئناف إرسال الخيام إلى القطاع. في المقابل، نفى مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة أمجد الشوا صدور أي أوامر أممية بإجلاء الموظفين، بل أكد أنّ مؤسسات الأمم المتحدة تعزز وجودها في المدينة.
ونقلت ذا ناشيونال شهادات من فلسطينيين يرفضون النزوح مجددًا رغم خطر القصف. الشابة آية (26 عامًا) روت أنّها عانت من حروق وأمراض متكررة خلال ثمانية أشهر قضتها مع عائلتها في خيام بمخيم المواصي بعد تهجير مايو 2024، مؤكدة أنها أقسمت على عدم مغادرة منزلها مرة أخرى حتى لو تعرّض للقصف. أما مصعب الغول من حي الشيخ رضوان فقال إنّ التهجير لم يعد خيارًا لأن معظم مناطق رفح وخان يونس ووسط القطاع تحولت إلى أنقاض.
بهذا السياق، تبقى الأنظار معلّقة على الرد الإسرائيلي المتوقع على مبادرة الوسطاء، إذ سيتحدد على ضوء ذلك ما إذا كانت غزة مقبلة على هدنة مؤقتة تخفف معاناة سكانها أو على تصعيد عسكري جديد يزيد من المأساة الإنسانية المستمرة.
https://www.thenationalnews.com/news/mena/2025/08/18/gaza-ceasefire-mediators-eye-imminent-positive-announcement-senior-official-says/